قبل أسبوع من بداية العام الدراسي.. اتّجاه إلى الإكتفاء بـ”التعليم عن بُعد”؟
منذ أن اجتاح وباء كورونا مختلف أصقاع الأرض، أغلقت جميع المدارس والجامعات في العالم أبوابها ولجأت إلى تفعيل “التعليم عن بعد” إلتزامًا بإجراءات مكافحة الفيروس المستجد. هذا المسار تبنّاه لبنان منذ إعلان وزير التربية طارق المجذوب في 29 شباط الماضي إغلاق المدارس والجامعات، والتحوّل لاعتماد آلية التعليم عن بُعد.
وقبل أسبوع من بداية العام الدراسي الجديد، انقسمت آراء اللبنانيين بين مؤيّد ومعارض للتعليم المدمج، الذي يجمع بين الحضور والتعلّم عن بُعد، بعد إعلان المجذوب عن تبني هذا المسار وفق آلية معينة بناءً على توصيات “لجنة الطوارئ لمواجهة كورونا”. إلا أن تفاقُم أعداد الإصابات والإمكانات المحدودة للقطاع الطبّي، دفعا نقيب الأطباء شرف أبو شرف الى دقّ ناقوس الخطر، معلناً إمكانية إقفال المدارس واعتماد التعليم عن بُعد في حال بقيت أعداد الإصابات تزداد عمّا هي عليه حالياً.
مصادر خاصة قالت لموقع “أحوال ميديا” إن “نقابة الأطباء في صدد عقد اجتماع لرؤساء اللجان المعنية بوباء كورونا لتقييم الوضع وتقديم تقرير إلى وزير التربية يتضمّن توصيات واضحة بضرورة العودة عن قرار التعليم المدمج، والاعتماد بشكل كلّي على التعليم عن بُعد”.
وبحسب المصادر، فإن قرار إعادة فتح المدارس وما يُسفر عنه من زيادة بأعداد الإصابات، سيُساهم في زيادة الضغط على القطاع الطبي الذي يُعاني أساساً من مشاكل مالية كبيرة على أثر تراكم ديون الدولة للقطاع وارتفاع كلفة التشغيل مع ارتفاع سعر صرف الدولار، وهذا ما سيصعّب قدرته على الصمود أمام هذه التحديات. وفضلاً عن ذلك، فإن القدرة الاستيعابية للمستشفيات المجهّزة لاستقبال حالات كورونا، باتت في ذروتها، كما أن المستشفيات الميدانية لن تتمكّن من المساعدة لأنها غير مجهّزة لاستقبال مرضى كورونا”.
من جهتها، أشارت مصادر في وزارة التربية، في حديث لموقعنا، إلى أن الوزير المجذوب لم يكن متحمّسًا منذ البداية لآلية التعليم المدمج، ولكن واجبه الأكاديمي دفعه الى تقديم هذا الحل، لذا لم يُسقط في جميع تصريحاته السابقة خيار العودة الى التعليم عن بُعد في حال طرأ أي مستجد، علمًا أن الخطة كانت تقتضي أساساً حضور طلاب المرحلة الثانوية فقط في بداية العام الدراسي لمراقبة الوضع واتخاذ القرار المناسب.
هذا ولفتت مصادر وزارة التربية إلى أنه من المتوقّع أن تتّجه “لجنة الطوارئ لمواجهة كورونا” الى الاجتماع خلال الأسبوع المقبل، لتُعلن التحوّل نحو التعلّم المنزلي.
على الرغم من أن التعليم عن بُعد يبقى الخيار الأفضل مقارنةً بخيار توقيف التعليم، إلا أن ثمة العديد من العقبات والمشاكل التي تعترضه لناحية عدم توفّر شبكة الانترنت لدى الجميع، بالإضافة إلى مشكلة التقنين في التيار الكهربائي، وعدم امتلاك عدد كبير من الطلاب أجهزة الكومبيوتر، فضلاً عن ضعف خبرة شريحة واسعة من الأساتذة بأساليب وتقنيات التعليم عن بُعد.
من هنا، أكدت المصادر أن مساعي وزير التربية لحل جزء من هذه المشكلات سيظهر خلال أيام، من خلال نشر الكتب الدراسية إلكترونياً وبشكل مجاني عبر منصة المركز التربوي لكي يتمكن جميع الطلاب من الحصول عليها، كما أن المجذوب يسعى للحصول على مساعدات من قِبل الجهات المانحة، إلاّ أن عامل الوقت يجعل من المهمة شبه مستحيلة.
مهدي كريّم